مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين 34}

صفحة 2879 - الجزء 5

  فصال عليهم وامتنع حتى عطشت نخيله، فذهب إلى النبي ÷ فاشتكى ذلك إليه فقال ÷: «انطلق»، فذهب النبي ÷ معه، فلما بلغ باب النخيل قال: يا رسول اللّه، لا تدخل فإني أخاف عليك منه فقال النبي ÷: «ادخلوا فلا بأس عليكم منه»، فلما رءاه الجمل أقبل يمشي وأصغى رأسه حتى قام بين يديه فسجد فقال النبي ÷: «ائتوا جملكم فاخطموه»، فأتوه فخطم، فقالوا: سجد لك يا رسول اللّه حين رآك، فقال: «لا تقولوا ذلك لا تبلغوا بي ما لم أبلغ، فلعمري ما سجد لي ولكن اللّه سخره لي».

  وفي مناقب محمد بن سليمان الكوفي: أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا غارم بن الفضل أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة أن النبي ÷ كان في نفر من أصحابه فجاء بعير فسجد له فقالوا: يا رسول اللّه، سجدت لك البهائم والشجر، ونحن أحق أن نسجد لك، فقال: «اعبدوا ربكم، وأكرموا أخاكم، فإنه لا ينبغي لأحد أن يسجد لأحد من دون اللّه، ولو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ولو أمرها أن تنقل من جبل أحمر إلى جبل أسود ومن جبل أسود إلى جبل أحمر لكان يحق لها أن تفعل».

  وغارم بالغين المعجمة من رجال المرشد باللّه ذكره في (الجداول).

  وقد روي حديث الجمل من طرق متعددة، فرواه محمد بن سليمان