مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين 34}

صفحة 2880 - الجزء 5

  الكوفي وأبو نعيم من حديث ثعلبة بن أبي مالك، وأحمد والبزار والدارمي والبيهقي من حديث جابر، وأحمد والحاكم والبيهقي من حديث يعلى بن مرة، قال في شرح شفاء القاضي عياض: عن السيوطي بسند صحيح، ومسلم وأبو داود عن عبد اللّه بن جعفر، وأبو نعيم والبيهقي من حديث عبد اللّه بن أبي أوفى، ومحمد بن سليمان الكوفي عن أنس، والبزار بسند حسن عن أنس؛ وفي كثير منها ذكر السجود له ÷ وهو محمول على التسخير والتكريم لا السجود بمعنى العبادة، لكن في الاستدلال به على أن السجود على معنى التحية والتكريم كان مشروعاً إلى وقت نبينا محمد ÷ نظر؛ لأن لقائل أن يقول: إن سجود غير العقلاء لغير اللّه تكريماً ليس ممنوعاً، بل قد قيل: إن الممنوع إنما هو السجود من البشر، وهذا إن صح يدفع الإشكال في سجود الملائكة لآدم # ويؤيده أنه لم يصح شرعا سجود أحد من البشر لبعضهم الآخر؛ ويمكن أن يقال: الاستدلال إنما هو من قول الصحابة لما رأوا سجود الشجر والحيوانات: نحن أحق بالسجود لك، فإنه يدل على أن السجود على هذا الوجه لم يكن ممنوعاً شرعاً، ومن الجائز أن يكونوا قد علموه من شرع من تقدمهم ويؤيده ما أخرجه ابن ماجة في سننه، والبستي في صحيحه عن أبي واقد قال: لما قدم معاذ بن جبل من الشام سجد لرسول الله ÷ فقال رسول الله ÷ «ما هذا؟ فقال: قدمت الشام فرأيتهم يسجدون لبطارقتهم وأساقفتهم، فأردت أن أفعل ذلك بك، قال: فلا تفعل فإني لو أمرت شيئاً أن يسجد لشيء لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي