مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين 34}

صفحة 2935 - الجزء 5

  وأما معاذ، فقال في (الجداول): معاذ بن رفاعة عن علي بن يزيد، وعنه الوليد بن مسلم وذكر رواية المرشد بالله له، وقال في (التقريب): معاذ بن رفاعة بن رافع الأنصاري الزرقي المدني، صدوق من الرابعة، ورمز لكونه من رجال البخاري، وأبي داود والترمذي، والنسائي.

  وقال الهادي #: بلغنا عن أمير المؤمنين # وأبي ذر ¥ أنهما سألا رسول الله ÷ فقالا: ما أعظم ذنباً بعد الشرك عند الله؟ فقال: «الكبر الكبر».

  ومن كلام علي #: «الحمد لله الذي لبس العز والكبرياء واختارهما لنفسه دون خلقه، وجعلهما حمى وحرما على غيره، واصطفاهما لجلاله، وجعل اللعنة على من نازعه فيهما من عباده، ثم اختبر بذلك ملائكته المقربين ليميز المتواضعين منهم من المتكبرين فقال سبحانه وهو العالم بمضمرات القلوب، ومحجوبات الغيوب: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ٢٩ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ٣٠ إِلَّا إِبْلِيسَ}⁣[الحجر: ٣١ - ٢٩] اعترضته الحمية فافتخر على آدم بخلقه، وتعصب عليه لأصله، فعدو الله إمام المتعصبين، وسلف المستكبرين، الذي وضع أساس العصبية، ونازع الله رداء الجبرية، وأدرع لباس التعزر، وخلع قناع التذلل ألا ترون كيف صغره الله بتكبره ووضعه الله بترفعه فجعله في الدنيا مدحوراً، وأعد له في الآخرة سعيرا ... إلى أن قال: فاعتبروا بما كان من فعل الله بإبليس، إذ أحبط⁣(⁣١) عمله الطويل وجهده الجهيد، وكان قد عبد الله ستة آلاف سنة


(١) حجة في الإحباط. تمت مؤلف.