مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثانية عشرة [حال إبليس]

صفحة 2940 - الجزء 5

  الوجه الثاني، وهو لمن لم يمنع الإحباط، أن الله تعالى قد أوحى إلى إبليس بأنه لم يعرفه ومن لم يعرف الله فهو كافر، وذلك فيما حكاه محمد بن عبد الكريم الشهرستاني في أول كتابه المسمى بـ (الملل والنحل) عن ماري شارح الأناجيل الأربعة، وهي مذكورة في التوراة متفرقة على شكل مناظرة بين إبليس والملائكة بعد الأمر بالسجود، قال إبليس للملائكة: إني أسلم أن لي إلها هو خالقي وموجدي وهو خالق الخلق، لكن لي على حكمة الله أسئلة سبعة:

  الأول: ما الحكمة في الخلق، لا سيما إذا كان عالماً أنه لا يستوجب عند خلقه إلا الآلام؟

  الثاني: ثم ما الفائدة في التكليف مع أنه لا يعود منه ضر ولا نفع⁣(⁣١) وكلما يعود على المكلفين فهو قادر على تحصيله لهم من غير واسطة التكليف؟

  الثالث: هب أنه كلفني بمعرفته وطاعته فلماذا كلفني السجود لآدم؟

  الرابع: ثم لما عصيته في ترك السجود لآدم فلم لعنني وأوجب عقابي، مع أنه لا فائدة له ولا لغيره فيه ولي فيه أعظم الضرر؟

  الخامس: ثم لما فعل ذلك فلم مكنني من الدخول إلى الجنة ووسوست لآدم #(⁣٢)؟


(١) يعني إلى الله تعالى، وعبارة النيسابوري مع أنه لا ينتفع بطاعة ولا يتضرر من معصية. تمت مؤلف.

(٢) عبارة النيسابوري ومن وسوسة آدم بعد أن لو منعني من دخول الجنة استراح مني آدم وبقي خالدا في الجنة. تمت مؤلف.