تفسير قوله تعالى: {وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين 35}
  ومن طريق البزار نا عبد الله بن شبيب، نا إسحاق بن محمد الفروي، نا عبد الله بن عمر، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، عن النبي ÷: «العارية مؤداة».
  الفروي ضعيف، وعبد الله بن عمر هو العمري الصغير ضعيف.
  فهذا ما ذكره ابن حزم من الروايات، وهي تؤيد ما تقدم، ولوقال: إن قوله: (مؤداة) لا تدل على التضمين لكان أولى من ترك الصحيح على أصله، وذكر الضعيف ليمكنه رده، على أنه قد تأول اللفظة المذكورة بأنها إنما تدل على وجوب الرد لا على التضمين، لكنه علق التأويل على فرض الصحة، ولعله والله أعلم يخالف طوائف الفقهاء وأهل الحديث في الحكم على صحة ما في الصحيحين أجمع، ويقول: إنها كغيرها فيها الصحيح، والسقيم، وما بينهما، وهو الحق.
  هذا، وأما تضعيفه إسماعيل بن عياش فغير مسلم كما مر.
  وأما الحجاج فليس بمجهول، وقد ذكره في (التقريب) فقال: الحجاج بن فرافصة بضم الفاء الأولى وكسر الثانية بعدها صاد مهملة، الباهلي البصري، صدوق، عابد، يهم، من السادسة، وذكره في (الجداول) وقال: العابد، وقال ابن معين: لا بأس به، توفي بعد المائة، احتج به أبو دود، والنسائي، وروى له محمد بن منصور في العلوم.
  وأما حاتم فلعله اعتمد في الحكم عليه بالجهالة إلى قول ابن معين: لا أعرفه، وهو مستند ضعيف؛ لأن ابن معين لم يحط بكل شيء علماً، وعدم معرفته إياه لا يقتضي جهالته إذا كان قد عرفه غيره،