مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين 35}

صفحة 2977 - الجزء 5

  قال الشرفي في (المصابيح): وهذا صريح قول الهادي # وغيره من سائر أئمتنا $ وقال أبو علي: كانت في السماء السابعة لقوله: اهبطوا ثم الهبوط الأول كان من تلك السماء إلى السماء الأولى، والهبوط الثاني كان من السماء إلى الأرض.

  أجاب الأولون: بأن دليلكم على منع خلق الجنة والنار الآن ضعيف، والدليل القاطع يقضي بوجودهما.

  قلت: وقد مر الدليلان في قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ ...}. الآية [البقرة: ٢٣].

  قالوا: وأما سائر الوجوه المذكورة فهي ضعيفة لا تدفع ما هو الظاهر من أن المراد بهذه الجنة دار الخلود، وأما الأدلة القاضية بعدم الخروج منها، واللغو، ووقوع المعصية فيها، ونحو ذلك⁣(⁣١) فذلك كله إنما هو بعد دخولها للاستقرار والخلود لا على سبيل المرور والجواز، فقد صح دخول النبي ÷ الجنة في ليلة المعراج، وفي غيرها.

  وأما دخول إبليس فليس دخول تكريم، بل دخول ابتلاء وتكليف، وقد قيل: إنه لم يدخل وإنما وقف على بابها وكلمهما.

  وأما منع ابتداء الخلق في الجنة فلا يمنع منه عقل ولا سمع إذا كان على جهة التفضل كما في خلق الحور العين، وقد أجازه الإمام المهدي، ورواه عن البهشمية والحاكم، وأجاب عن قولهم: إن لم يعرفوا قدر النعمة بأن إمكان معرفتهم قدرها معلوم ضرورة.


(١) كالتكليف. تمت مؤلف.