تفسير قوله تعالى: {وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين 35}
  الثاني: أنها لو كانت دار الخلود لما لحقه الغرور من إبليس فيها.
  الثالث: أن من دخل جنة الخلد لا يخرج منها لقوله تعالى: {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ ٤٨}[الحجر].
  الرابع: أن إبليس ملعون فلا يصل إلى جنة الخلد.
  الخامس: أنه لا يجوز في الحكمة أن يبتدئ الخلق في الجنة عند أكثر العدلية، رواه عنهم الحاكم؛ إذ لو خلقهم كذلك لم يعرفوا موقع النعم التي صاروا إليها؛ إذ لا يعرف قدر النعمة إلا من لحقته مشقة.
  السادس: أنه لا نزاع في أن الله خلق آدم من الأرض. ولم يذكر من القصة أنه نقله إلى السماء ولو كان نقله إليها لكان أولى بالذكر؛ لأنه من أعظم النعم.
  السابع: أن الله تعالى قال في جنة الخلد: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا ٢٥ ...} الآية [الواقعة: ٢٥]، وقد لغا فيها إبليس، وكذب، ونسب آدم إلى الإثم.
  الثامن: أن الجنة دار نعيم وراحة، ولا تكليف فيها، وقد كلف آدم بترك الأكل من الشجرة.
  التاسع: أنها محل تطهير، فكيف يقع فيها وحواء العصيان، ويدخلها غير المطهرين.
  وإذا ثبت بما قررنا أن جنة آدم # ليست بجنة المأوى فقد اختلف في حقيقتها ومحلها، فقال أبو القاسم البلخي، وأبو مسلم الأصبهاني: كانت في الأرض. وحملا الإهباط على الانتقال من بقعة إلى بقعة،