تفسير قوله تعالى: {فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين 36}
  وقال أبو حيان: الهبوط: النزول، وقيل: هو الخروج من البلدة والدخول فيها من الأضداد، ويقال في انحطاط المنزلة مجازاً.
  واختلف في المراد به هنا، فمن قال: جنة آدم في السماء فسّره بالنزول من العلو إلى السفل، ومن قال: هي في الأرض فسّره بالتحول من موضع إلى آخر، وهو معنى الخروج.
  والضمير في {اهْبِطُوا} قيل: آدم وحواء وإبليس، قيل: والحية.
  وقال الزمخشري: بل آدم وحواء، والمراد هما وذريتهما؛ لأنهما لما كانا أصل الإنس جعلا كأنهما الإنس كلهم، ودليله: {اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا}[البقرة: ٣٨] وقوله: {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ...} الآية [البقرة: ٣٨]، وهو حكم يعم الناس.
  والعداوة مجاوزة الحد، وقيل: التباعد بالقلوب.
  والمستقر: مستفعل من القرار، وهو اللبث والإقامة، ويكون مصدراً، وزماناً، ومكاناً، ولهذا قيل في المعنى موضع استقرار أو استقرار.
  والمتاع: البلغة فينطلق على ما يتحصل للإنسان من عرض الدنيا، وعلى الزاد والانتفاع بالنساء، والكسوة والتعمير، ومنه: أمتع الله بك ... أي أطال الإيناس بك، وكله راجع لمعنى البلغة والحين الوقت والزمان، ولا يتخصص بمدة، بل وضع للمطلق منه، والمراد هنا إلى يوم القيامة، وقيل: إلى الموت.
  وفي الآية مسائل: