المسألة الأولى [عصمة الأنبياء]
الفصل الثاني: في حقيقة العصمة
  هي في اللغة: المنع، ويقال: عصمه الطعام أي منعه من الجوع. ذكره في (المختار)، ومثله ذكره السيد مانكديم، والإمام المهدي، قال الإمام المهدي: هي المنع [من] المحذور، يقال: عصمة من القتل، ولا يقال: عصمة من العطاء، ولا من الخير.
  وقال في (المختار) والعصمة أيضاً: الحفظ، واعتصم بالله أي امتنع بلطفه من المعصية.
  وقال الراغب: العصم: الإمساك، والاعتصام: الاستمساك، قال: وعصمة الأنبياء: حفظه إياهم أولاً بما خصهم به من صفاء الجوهر، ثم بما أولاهم من الفضائل الجسمية والنفسية، ثم بالنصرة وبتثبيت أقدامهم، ثم بإنزال السكينة عليهم، وبحفظ قلوبهم وبالتوفيق {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}[المائدة: ٦٧].
  وأما في اصطلاح المتكلمين فقد اختلف في ذلك، فقال أبو علي، وأبو هاشم، وقاضي القضاة: هي اللطف الذي تترك لأجله المعصية لا محالة. واختاره السيد صلاح بن أحمد وزاد: ما لم يبلغ حد الإلجاء.
  وقال السيد مانكديم: هي عبارة عن لطف يقع معه الملطوف فيه لا محالة، حتى يكون المرء معه كالمدفوع إلى أن لا يرتكب الكبائر، ولهذا لا يطلق إلا على الأنبياء ومن يجري مجراهم. وهو في معنى الأول.
  قال أبو القاسم: وكما تطلق على اللطف المذكور فقد تطلق على الدلالة والبيان وحكى عنه الحاكم أنه روى عن العدلية أنهم