المسألة الأولى [عصمة الأنبياء]
  إطلاق القول بأنهم لا يعلمون شيئاً من أمورها؛ لأن ذلك شأن أهل الغفلة والبله، وهم منزهون عن ذلك، كيف وقد قلدوا سياسة الخلق ودعائهم إلى ما فيه الهدى والرشد، وليس هذا من شأن البله وأهل الغفلة، فافهم.
الفصل السادس: في أنه لا يجوز جهلهم بشيء من أمور الدين
  أما ما يتعلق بمسائل الاعتقاد فقد تقدم الكلام عليها، وأما غيرها - فلأنهم مبعوثون لإرشاد الخلق، وإنقاذهم من مهاوي الضلال، وتعليمهم معالم دين ذي الجلال، ومن كان كذلك فلا يجوز أن يجهل شيئاً يحتاج إليه في هذا المقصد؛ إذ لو جاز عليه الجهل بشيء من ذلك لم يتم الغرض المقصود من البعثة، وحينئذ يكون الإرسال عبثا؛ إذ ما لا يتم به الغرض يكون وجوده كعدمه، وهذا واضح.
الفصل السابع: في عصمتهم من الشيطان الرجيم
  أما نبينا ÷ - فأجمعت الأمة على عصمته من الشيطان لعنه الله -، ويدل على ذلك ما روي أن النبي ÷ لما بعث انطلق إبليس إلى تهامة، فوجد ملائكة قد حفت بها، فأراد أن يدخل فطردوه وزجروه، فأتى من قبل حراء فقال: يا جبريل هل إليه سبيل؟ فقال: لا، هذا النبي المعصوم. الخبر رواه أبو طالب من حديث علي #.
  وروى القاضي عياض في (الشفاء) بسنده إلى الدارقطني قال: حدثنا إسماعيل الصفار، ثنا عباس التَّرْقُفِي، ثنا محمد بن يوسف،