المسألة الأولى [عصمة الأنبياء]
  ثنا سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ÷: «ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة» قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: «وإياي ولكن الله أعانني عليه فأسلم» زاد في رواية: «فلا يأمرني إلا بخير». والحديث أخرجه مسلم عن سالم بن أبي الجعد، عن أبيه، عن ابن مسعود.
  والتَّرْقُفِي بمثناة مفتوحة، ثم راء ساكنة، ثم قاف مضمومة، ثم فاء مكسورة ثم ياء النسبة، قال علي القارئ: ثقة متعبد، أخرج له ابن ماجة.
  وابن يوسف هو الفريابي، وسفيان هو الثوري، ومنصور هو ابن المعتمر.
  وروى القاري في شرحه عن ابن عباس مثله، من دون الزيادة، وقال: بسند أحمد. وقال القاضي عياض: وروي عن عائشة بمعناه، قال: وروي: «فأسلمُ» بضم الميم أي فأسلم أنا منه، وصحح بعضهم هذه الرواية، ورجحها.
  قال الراوي: وممن رجحها سفيان بن عيينة، فإنه زعم أن الشيطان لا يسلم.
  القاضي عياض: فإذا كان هذا حكم شيطانه وقرينه فكيف بمن بعد عنه - يعني فإن عصمته منهم بالأولى وقد جاءت الآثار بتصدي الشيطان له في الصلاة وغيرها، فانقلب خاسئاً مدحوراً.