تفسير قوله تعالى: {فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين 36}
  وإذا كان كذلك فيقال: لا يستحق عليه ثواباً، لكنه يستحق الثواب على الامتثال، وتسليم النفس والصبر على إمضاء أحكام الله عليه. والله أعلم.
  وقوله: {بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ}[البقرة: ٣٦] قيل: في موضع الحال، والمراد ما عليه الناس فيما بينهم أو ما هم عليه هم وإبليس من التعادي والتباغي، وليست هذه العداوة المأمور بها في قوله: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}[فاطر: ٦] فلا تدخل تحت الأمر، بل المراد اهبطوا وسيكون حالكم كذا.
  وقيل: الجملة مستأنفة وليست حالاً، بل هي إخبار من الله بأن بعضهم لبعض عدو.
  وقال الشرفي: ومعنى {بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ}[البقرة: ٣٦] إخبار عن حالهم ... لا أمر بالمعاداة؛ لأن معاداة إبليس لآدم # كفر، والله تعالى لا يأمر بالكفر، فكأنه قال: يعادي بعضكم بعضاً، وذريتكما يعادي بعضهم بعضاً، وهذا فرار من الحمل على الحال؛ لأن الحال قيد في صاحبها. فتكون العداوة مأموراً بها، والأمر بها على الإطلاق لا يجوزه واعترضه أبو حيان بأن الحال إنما تكون قيداً إذا لم تكن لازمة، فأما إن كانت لازمة على معنى أن الفعل لا يقع في الوجود إلا بذلك القيد فلا يكون القيد مأمورا به؛ لأنه ليس داخلاً في حيز التكليف وهذه الحال من هذا النوع أعني أنها لازمة - وحاصله أن الحال اللازمة غير داخلة تحت الاختيار.