مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الرابعة [تمسك المجبرة بالآية والجواب عليها]

صفحة 3128 - الجزء 5

  بأمور كثيرة ويفضلهم بها، وأما ما تلقاه آدم فليس إلا أن الله أعلم جميع عباده أنه يغفر لمن تاب فقال: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ ...} الآية [طه: ٨٢]، فتلقي آدم ذلك من ربه، فتاب واستغفر، وقد أعطى الله إبليس ما أعطى آدم لو تلقاه عنه، وفتح باب التوبة لجميع الخاطئين.

  قال #: ويدل على ذلك قوله: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ...} الآية [البقرة: ٣٨]، وهداه هنا هو ما دله عليه من التوبة والرجوع إلى طاعته، وهو الذي تلقاه آدم من ربه، ولم يتلقه إبليس وأصر على ذنبه واستكبر؛ ويبين ذلك قوله: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ١٢٣ ...} الآية [١٢٣]، وهو جواب حسن. والله الموفق.