مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى: الهدى المذكور في الآية

صفحة 3132 - الجزء 5

  وفي الآية مسائل:

المسألة الأولى: الهدى المذكور في الآية

  قال أبو حيان: الكتب المنزلة، أو الرسل، أو البيان، أو القدرة على الطاعة، أو محمد رسول الله ÷ أقوال. ورجح الزمخشري أنه الرسول والكتاب، وتبعه أبو السعود، قالا: وجيء بكلمة الشك⁣(⁣١) مع تحقيق الإتيان بالهدى للإيذان بأن الإيمان بالله وتوحيده لا يشترط فيه بعثة الرسل وإنزال الكتب، بل يكفي في وجوبه العقل، ونصب الأدلة الآفاقية والنفسية، والتمكين من النظر والاستدلال.

  قلت: وهذا يدل على أن وجوب دليل النظر عقلي؛ وقد اعترض ابن المنير هنا فقال: إن دليل وجوبه سمعي، قال: وإن كان حصول الإيمان بالله وتوحيده غير موقوف على ورود السمع، بل محض العقل كاف فيه بالاتفاق. وقد تقدم الكلام في ذلك مبسوطاً، في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ...} الآية [البقرة: ٢١].

  واعلم أن كلام الزمخشري مبني على أن المراد بالخطاب آدم وذريته، كما مر؛ إذ لا يصح أن يفسر الهدى بالرسول في حق آدم؛ لأنه لم يبعث إليه رسول.

  وقيل: بل بعث إليه من الملائكة.

  وقال الرازي: من الهدى؛ كل دلالة وبيان، فيدخل فيه دليل العقل،


(١) يعني (إن) في قوله: (فإما). تمت مؤلف.