مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى: [نعم الله على الكفار]

صفحة 3148 - الجزء 5

  في سياق قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}⁣[البقرة: ٢١].

  وأما قوله: إنه سماه عهداً لأنه قد وعد به فمسّلم أنه قد وعد به، لكنه جعله أجراً، والوفاء بالأجر واجب. وأما دعوى المشاكلة فخروج عن الحقيقة بلا موجب. فصح ما ذكرته المعتزلة، وتكون الآية من الأدلة المعتمدة في وجوب الثواب. والرهب، والرهبة: الخوف، والرهبة والخشية والمخافة نظائر. وفي الآية مسائل:

المسألة الأولى: [نعم الله على الكفار]

  في الآية دليل على أن الله تعالى منعم على الكفار بنعم الدين والدنيا؛ لأن المخاطب بها أهل الكتاب وهم من الكفار، ومثلها قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ...} الآية [البقرة: ٢١]، وقوله: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا ...} الآية [البقرة: ٢٨]، في آيات كثيرة، والخلاف في المسألة، واستيفاء الحجج العقلية قد مر في قوله تعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}⁣[الفاتحة: ٧].

المسألة الثانية: [دلالة الآية على جواز إطلاق (ابن) على المنتمي إليه ولو بوسائط كثيرة]

  في الآية دليل على أن من انتمى إلى شخص ولو بوسائط كثيرة فإنه يطلق عليه أنه ابنه، وعليه {يَا بَنِي آدَمَ}⁣[الأعراف: ٢٦] وسمى ذلك أباً، قال تعالى: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ}⁣[الحج ٧٨]، ويتفرع على ذلك مسائل في الوقف والوصايا.