مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون 40}

صفحة 3153 - الجزء 5

  ووجه الاستدلال به على المطلوب أنه يقتضي أن السيد كأنه بإعتاقه العبد أدخله في لحمة نسبه، وصار له بمنزلة أبيه لانتسابه إليه وإلى عصبته بالولاء، فيقال: مولى فلان ومولى بني فلان، وإذا كان كذلك وجب أن يكون حكمه حكم عصبة العبد في أنه إذا فضل عن ذوي سهامه شيء يكون للسيد أو عصبته، ويؤيده أنه ألحقه برتبة النسب في أنه لا يباع ولا يوهب وما ذلك إلا لعدم صحة انفكاك نسبته عن معتقه.

  قال بعض العلماء: وهذا أقرب شيء إلى توريث المولى المعتِق وعصبته مع ذوي سهام المعتق بالفتح.

  الوجه الثاني: قوله ÷: «إنما الولاء لمن أعتق» فهو حديث صحيح، رواه أئمتنا وغيرهم.

  قال الهادي #: روي عن رسول الله ÷ في بريرة - جارية اشترتها عائشة - فكان فيها من النبي ÷ أربع سنن⁣(⁣١):

  فأولهن: أن عائشة اشترتها واشترط عليها الذي باعها أن الولاء له، فقال ÷: «الولاء لمن أعتق» وتصدق على بريرة بشيء، فذكرت ذلك عائشة للنبي ÷ فقال: «هو لنا هدية وعليها صدقة» وأكل منه ÷.


(١) قوله: أربع سنين المذكورات ثلاث فقط، فلعل السقط هو الثانية حيث لم تذكر، لأنه انتقل بعد قوله: فأولهن، إلى قوله: والثالثة، ولم يذكر الثانية، لكن المترجح أن الثانية هي المراد بقوله في الأولى: وتصدق على بريرة بشيء ... إلخ.