مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون 40}

صفحة 3167 - الجزء 5

  الفرع الثاني: اختلف فيمن ترك ذوي أرحامه ومعتقه، فروي عن عمر، وابن مسعود، وابن عباس، وزيد بن علي، والناصر: أن مولى العتاق لا يرث إلا بعد ذوي أرحام الميت. وهو مروي عن علي #.

  قال في (تتمة الروض): روى سفيان الثوري في (الفرائض) وعبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وسعيد بن منصور، وابن ماجة، عن إبراهيم قال: كان عمر، وعلي، وابن مسعود يورثون ذوي الأرحام دون الموالي. هكذا في (التتمة). وقال غير هؤلاء: بل يقدم المعتق على ذوي أرحام الميت ويأخذ الباقي بعد ذوي السهام، ويسقط العصبات، وهذا ثابت عن علي #.

  قال في (المجموع): حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي # أنه كان يورث مولى العتاقة دون الخالة والعمة وغيرهما من ذوي الأرحام، ويؤيده قوله ÷: «الولاء لحمة كلحمة النسب» ونحوه مما مر.

  الفرع الثالث: أن الولاء يثبت للمعتق، ولو أعتقه بعوض، نحو: أن يكاتبه، أو سراية نحو: أن يعتق نصيبه فيسري.

  قال في (التذكرة): أو بمثلة نحو: أن يلطمه، أو سعاية نحو: أن يعتقه في مرضه المخوف وهو مستغرق أو لا يملك سواه، أو استيلاد، أوعن واجب. والوجه في ذلك كله عموم قوله ÷: «الولاء لمن أعتق».