مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثانية [بيع المصاحف]

صفحة 3194 - الجزء 5

  ومعه ربعة فيها كتاب، ومعنا أجير نصراني فقال: تبيعوني هذه الربعة وما فيها، قال: إن كان فيها ذهباً أو فضة أو كتاب الله لم نبعك، قال فإن الذي فيها كتاب الله؛ فكرهوا بيعه، قال: فبعناه الربعة بدرهمين ووهبنا له الكتاب. وأخرجه ابن أبي داود. وزاد في روايته.

  قال قتادة: فمن ثَمَّ كره بيع المصاحف؛ لأن الأشعري وأصحابه كرهوا بيع ذلك الكتاب. والزيادة في رواية ابن حزم أيضاً، إلا أنه قال: والصحابة موضع وأصحابه.

  وأخرج عبد الرزاق، وأبو عبيد، وابن أبي داود، عن أبي الضحى قال: سألت ثلاثة من أهل الكوفة عن شراء المصاحف: عبد الله بن يزيد الخَطمي، ومسروق بن الأجدع، وشريحاً فكلهم قال: لا نأخذ بكتاب الله ثمناً.

  عبد الله بن يزيد هو: الأنصاري صحابي صغير، ولي الكوفة لابن الزبير؛ والخَطْمي بفتح المعجمة وسكون المهملة.

  وأخرج ابن أبي داود عن جابر بن عبد الله أنه كره بيع المصاحف وشراءها، وهؤلاء الذي يروى عنهم منع بيع المصاحف وشرائها وكراهته من الصحابة، وقد وافقهم على ذلك من علماء التابعين فمن بعدهم جماعة منهم: ابن سيرين، ومسروق، وشريح، وإبراهيم النخعي، وسعيد بن جبير على اختلاف في الرواية عنه، وسالم بن عبد الله، وعلقمة، وعبيدة السلماني.