مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

خاتمة [وسوسة الشيطان وكيفية تجنبها]

صفحة 311 - الجزء 1

  النخل وهي قريبة من رائحة العجين، وقيل: إذا يبس كان ريحه كريح البول، وأقوى ما يعرف به عندي الكثرة⁣(⁣١) مع اللزوجة.

  الفرع السابع: في الشك في الصلاة وفيه صور:

  الأولى: أن يشك في كمالها بعد الفراغ منها فهذا لا حكم له عند (م) بالله وأبي طالب، وهو أحد أقوال الشافعي، وهو المصحح للمذهب لمشقة الاحتراز، وفي المنار أن الذي في كتب الحنابلة أنه لا حكم للشك بعد الفراغ، ومثله في بدائع الفوائد، وفي قول (م) للشافعي أنه إن تطاول الزمان فلا حكم له وإلا فكالشك حالها، وفي (الجامع الكافي) عن محمد بن منصور أن عليه الإعادة، وفي شرح الأزهار عن أحمد بن يحيى الهادي # مثله⁣(⁣٢) كما لو شك في فعل الصلاة جملة.

  قلنا: يشق الاحتراز ولا يأمن الشك في الإعادة، وإعادة الإعادة، ولم يرد عن الشارع ما يدل على ما قالوه، مع أنه لم يترك شيئاً من معالم الدين إلا وقد دلنا عليه فلا نتكلف ما سكت لنا عنه، والتعبد مبني على التيسير ونفي الحرج: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}⁣[الحج: ٧٨]، ولما تقدم من أن كثرة الوسوسة من الشيطان الرجيم فيجب اجتنابها.


(١) ويؤيده ما في شرح النهج عن عمر أنه سئل عن المذي فقال: هو الفطر وفيه الوضوء، قال: سماء فطراً من قولهم فطرت الناقة فطراً إذا حلبتها بأطراف الأصابع فلا يخرج اللبن إلا قليلاً وكذلك المذي، وليس المني كذلك لأنه يخرج منه مقدار كثير انتهى والظاهر أن القائل: سماه فطراً إلخ أبو عبيد كما يفهم من سياق الكلام. تمت مؤلف.

(٢) أي مثل قول محمد تمت مؤلف.