تفسير قوله تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}
  وأخبر أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، وقد حرفوا كلام الله، وأراقوا دماء المسلمين، وكفروا به خير خلق الله في زمانهم بإجماع المسلمين. وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #؛ ومثلهم الباطنية، حرفوا كلام الله وجعلوا له باطناً وظاهراً، وتأكلوا به، وكذلك طوائف الرافضة والصوفية. هذا حاصل كلامه.
  قال: ولا يخفى أن لأهل المذهب المتعصبين قسطاً وافراً من هذا التحريف. يعرفه من قلع غرس التمذهب عن أرض قلبه، واستبدل السنة والكتاب من قال: أهل مذهبنا والأصحاب. وذكر أن تأكل هذه الفرق به معلوم، فإنه بسبب تحريفهم معانيه قالوا عند أتباعهم رئاسة، وحصلوا منهم أموالاً عديدة، وهذا لا ينكره أحد.
  قال: فمن تلا كتاب الله مريداً به وجه الله وأخذ الأجرة على تفريغ ساعاته للتلاوة، ووهب أجر تلاوته لعبد من عباد الله لا يُعد ممن تأكل بكلام الله، ولا يقول هذا من له أدنى إلمام بالمعارف العلمية، بعد إقرار الرسول ÷ أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن، وجعل تعليمه مهراً.
  قلت: وهو كلام حسن، إلا أنه قصر المنع على الصورة المحظورة التي هي التحريف ونحوه، الجزمه بضعف حديث عبادة في التعليم؛ والأولى ما قدمناه من أن المنع يتناول أخذ الأجرة على الأمور المحظورة المتعلقة بالقرآن كما ذكره، وعلى ما يتعلق به من الأمور الواجبة؛ لما قد قدمنا الأدلة؛ والعجب من السيد | حيث لم يرفع نظره إلى ما رواه أئمة أهله، كزيد بن علي والهادي @، فالله المستعان.