مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}

صفحة 3247 - الجزء 5

  عرف الجنة» - يعني ريحها - ورواه الغزالي في (الإحياء)، ولفظه: عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ÷: «من طلب علماً مما يبتغي به وجه الله تعالى ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة». ونسبه العراقي في (التخريج) إلى أبي داود وابن ماجة، قال: بإسناد جيد.

  وأخرج الترمذي من حديث ابن عمر مرفوعاً: «من تعلم علماً لغير الله أو أراد به غير الله فليتبوأ مقعده من النار».

  وروى الموفق بالله # في (السلوة) عن النبي ÷: «لا تطلبوا العلم لثلاث خصال: لتباهوا به العلماء، ولا لتباهوا به السفهاء، ولا لتصرفوا وجوه الناس إليكم، فمن فعل ذلك فهو في النار؛ تعلموا الله والدار الآخرة»، ورواه في (الإحياء) بلفظ: «لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولتماروا به السفهاء، ولتصرفوا به وجوه الناس إليكم، فمن فعل ذلك فهو في النار». نسبه العراقي في (التخريج) إلى ابن ماجة من حديث جابر، قال: بإسناد صحيح.

  وفي (الجامع الصغير) من حديث كعب بن مالك مرفوعاً: (من طلب العلم ليجاري به العلماء أوليماري به السفهاء أو يصرف وجوه الناس إليه أدخله الله النار) وعزاه إلى الترمذي.

  والمباهاة والمجاراة بمعنى واحد هنا، يجري معهم في المناظرة؛ ليظهر علمه رياء وسمعة. والمماراة: المحاججة والمجادلة، ومعنى صرفه وجوه الناس إليه: أن يطلبه بنية تحصيل المال والجاه وصرف وجوه العوام إليه.