المسألة الخامسة [دلالة الآية على أخذ العوض على الفتيا والقضاء]
  فقبل ذلك، ووطأ إحداهما فولدت له إبراهيم(١)، ووهب الأخرى لحسان بن ثابت. وأخرجه ابن خزيمة مختصراً من حديث بريدة، ويقال: إنهما كانتا أختين.
  وفي (سلوة العارفين) للموفق الله #: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد، أخبرنا الحسن بن علي بن عاصم، أخبرني قبيس بن حفص الدارمي، أخبرنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن ثابت، عن أنس بن مالك يقول: أهديت للنبي ÷ ثلاث طوائر، فأطعم خادمه طائراً، فلما كان من الغد أتته به فقال لها رسول الله ÷: «ألم أنهك في أن ترفعي لغد شيئاً فإن الله يأتي برزق كل غد(٢)».
  وعن عائشة أن النبي ÷ ما كان يقبل الهدية ويثيب عليها. أخرجه أحمد والبخاري، وأبو داود، والترمذي.
  وفي (الشفاء) عنه ÷ أنه قال: «تهادوا تحابوا» أخرجه أبو يعلى في مسنده.
  وفي مجموع زيد بن علي # عن علي #، قال: قال رسول الله ÷: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: أفشو السلام وتواصلوا وتباذلوا».
  والتباذل: هو إعطاء بعضهم بعضاً.
(١) هي مارية القبطية.
(٢) أخرجه الإمام الموفق بالله (الاعتبار وسلوة العارفين) ٨٥ رقم (٣٥)، وأخرجه أحمد بن حنبل في مسنده ٤/ ٥٢، كنز العمال ٦/ ٣٤٢ برقم (١٥٩٥٣).