تفسير قوله تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}
  الناس كيفية قسمة مواريثهم وتمييز فرائضهم ما يخصه، بل جاء ما يدل على تحريم أجر كل من قسم بين طائفة من المسلمين شيئاً.
  أخرج أبو داود عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ÷ قال: «إياكم والقسامة قلنا وما القسامة؟ قال: الشيء يكون بين الناس فينقص منه».
  وفي رواية قال: «الرجل يكون على الفئام من الناس فيأخذ من حظ هذا وحظ هذا».
  قال في القاموس: والفئام: الجماعة من الناس لا واحد له من لفظه.
  وعنه ÷ من حديث وابصة: «مثل الذي يأكل القسامة مثل جدي بطنه مملوء رضفاً(١)» ذكره في النهاية. وقد حمل صاحب الفتح القسامة على مميز الفرائض بالفتوى.
  فإن قيل: حمل القسامة على ذلك يدفعه كلام أهل اللغة في معناها، فإن ظاهر كلامهم كما تفيده (النهاية) أنه ما يأخذه القسام من رأس المال، من غير رضى أربابه، إلا برضاهم فيحل.
  قيل: لنا في الجواب عنه وجوه:
  أحدها: أن لفظ الحديث يأبى ذلك التأويل؛ لأنه جعل القسامة تنقيص أنصباء المشتركين في المقسوم، ولم يفصل بين المأذون فيه وغيره.
  الثاني: أن خطاب الشارع يحمل على ما عرف في الشرع، وقد دلت
(١) الرضف هي الحجارة المحماة، يقال: جمل مرضوف يلقي الرضف في جوفه حتى يتبول. انتهى.