مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون 42}

صفحة 3381 - الجزء 6

  قوله تعالى: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٤٢}⁣[البقرة].

  اللبس: الخلط تقول العرب: لبست الشيء بالشيء، خلطته، والتبس به إختلط، بحيث لا يتميز أحدهما عن الآخره فإن قيل: إنهم لم يخلطوا الحق بالباطل، بل جعلوا الباطل موضع الحق، وجعلوه مشتبها به.

  قيل: بل خلطوه، فقد روي أنهم كانوا يكتبون في التوراة ما ليس منها، وهذا خلط، سلمنا فهو من التعبير بالملزوم، إذ الخلط يلزمه إشتباه الشيء بغيره، فعبر به عن مطلق الاشتباه، ومعنى لبس الحق بالباطل: لبس الصدق بالكذب. قاله ابن عباس أو اليهودية والنصرانية بالإسلام. قاله مجاهد أو التوراة بما كتبوا بأيديهم فيها من غيرها، أو بما بدلوا من ذكر محمد ÷. قاله ابن زيد، أو الأمانة بالخيانة لأنهم ائتمنوا على إبداء ما في التوراة، فخانوا بكتمانه وتبديله، أو الإقرار بنبوة محمد ÷ إلى غيرهم⁣(⁣١) وجحدهم أنه ما بعث إليهم. قاله أبو العالية. أو إيمان منافقي اليهود بإبطان كفرهم، أو صفة النبي ÷ بصفة الدجال.


(١) لأنهم يقولون: إنه مرسل إلى العرب. تمت. مؤلف.