مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى: [تحريم لبس الحق بالباطل]

صفحة 3382 - الجزء 6

  قال الخازن: وفيه تنبيه لسائر الخلق، وتحذير من مثله، فسار هذا الخطاب وإن كان خاصًا بالسورة لكنه عام في المعنى، فعلى كل أحد أن لا يلبس الحق بالباطل، ولا يكتم الحق؟ لما فيه من الضر والفساد.

  ويتعلق بالآية مسألتان:

المسألة الأولى: [تحريم لبس الحق بالباطل]

  دلت الآية على تحريم لبس الحق بالباطل لأنه يكون سببًا لإضلال الغير؛ وذلك يقع على وجهين:

  أحدهما: أن يكون ذلك الغير قد عرف الحق بدليله، فإضلاله بالتشويش فيما قد عرفه من الدليل، بإلقاء الشبه والقدح في الأدلة؛ ومنه ما يقع من المتعاصرين عند الجدال، من قدح أحدهما في دليل الآخرة لئلا تظهر غلبته إياه، إما بإنكاره، أو قدح في طريقه، أو إخراجه عن ظاهره من دون موجب ولا طريق إلى القدح؛ وقد يكون التشويش سبب ذلك على السامع، لا على الخصم، سيما إذا كان هذا التلبيس ممن يعتقد فيه العلم والصلاح، وهذا من أكبر القبائح، وأشنع الفضائح، ولا يبعد أن يدخل مرتكبه في عموم ما نهى الله عنه في قوله: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ١٦٩} وفي الجامع الصغير من حديث عمر مرفوعًا: «إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين» وعزاه إلى الترمذي وصحح الحجازي إسناده، والأئمة: جمع إمام، والمراد به المتبع لكونه عالمًا أو رئيسًا، لأنه إذا فعل شيئًا فعلوا مثله، أو أمر بشيء فعلوه.