تفسير قوله تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين 43}
  عبد الرحمن بن سابط، عن عمرو بن ميمونة الأودي، قال: قدم علينا معاذ بن جبل اليمن رسول رسول الله ÷ قال: فسمعت تكبيره مع الفجره رجل أجش الصوت قال: فألقيت عليه محبتي فما فارقته حتى دفنته بالشام ميتًا، ثم نظرت إلى أفقه الناس بعده فأتيت ابن مسعود، فلزمته حتى مات فقال: قال لي رسول الله ÷: «كيف بكم إذا أنت عليكم أمراء يصلون الصلاة لغير ميقاتها؟ قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك يا رسول الله؟ قال: «صل الصلاة لميقاتها، واجعل صلاتك معهم سبحة».
  قال بعض شراح سنن أبي داود: حديث عمرو بن ميمون، عن معاذ بن جبل وعبد الله بن مسعود أخرجه أبو عمر في تمهيده من طرق وهو على شرط الصحيح، رجاله كلهم من رجال الصحيح.
  قال في الروض: وحديث ابن مسعود بلفظ حديث معاذ سواء، وأخرجه معمر أيضًا، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن مسعود، بلفظ أن النبي ÷ قال له: كيف بك يا أبا عبد الرحمن إذا كان عليك امراء يطفئون السنة، ويؤخرون الصلاة عن ميقاتها؟ قال: فكيف تأمرني يا رسول الله؟ فقال النبي ÷: «يسألني ابن أم عبد كيف يفعل، لا طاعة لمخلوق في معصية الله».
  وأخرج أبو داود عن عبادة بن الصامت، عن النبي ÷ قال: «سيكون عليكم بعدي أمراء تشغلهم أشياء عن الصلاة لوقتها حتى يذهب وقتها، فصلوا الصلاة لوقتها»، فقال رجل: يا رسول الله أصلي معهم؟ قال: «نعم، إن شئت».