المسألة الأولى: [في قبح التغافل عن أعمال البر]
  وأخرج أحمد والبخاري ومسلم، عن أسامة بن زيد قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه، فيدور بها كما يدور الحمار برحاه فيطيف به أهل النار فيقولون: يا فلان. مالك؟ ما أصابك؟ أفلم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: كنت آمركم بالمعروف فلا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه».
  وأخرج الأصبهاني في الترغيب نحوه من حديث أبي أمامة، وضعف السيوطي إسناده.
  قوله: «فتندلق» أي تخرج «أقتابه» أي أمعاؤه. واحدها قتب. وأخرج الخطيب في اقتضاء العلم العمل وابن النجار في تاريخ بغداد عن النبي ÷ قال: «اطلع قوم من أهل الجنة على قوم من أهل النار. فقالوا؟: بم دخلتم النار وإنما دخلنا الجنة بتعليمكم؟ قالوا: إنا كنا نأمركم ولا نفعل».
  وفي سلوة العارفين عن رسول الله ÷: «مثل الذي يعلم الناس الخير ولا يعمل به مثل السراج، يضيء ويحرق نفسه» وأخرجه الطبراني والخطيب في الاقتضاء، والأصبهاني في الترغيب، بسند جيد عن جندب بن عبد الله، ولفظه: «مثل العالم الذي يعلم الناس الخير ولا يعمل به كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه».
  وأخرج الطبراني والخطيب في الاقتضاء، عن أبي برزة، قال: قال رسول الله ÷: «مثل الذي يعلم الناس وينسى نفسه كمثل الفتيلة تضيئ للناس وتحرق نفسها».