المسألة الأولى: [في قبح التغافل عن أعمال البر]
المسألة الأولى: [في قبح التغافل عن أعمال البر]
  دلت الآية الكريمة على قبح التغافل عن أعمال البر مع حث الناس عليها، وأن ذلك مستقبح في العقول، وما أحسن التعبير عن هذه الآية بنسيان الأنفس لأن المقصود من أمر الناس إما النصيحة أو الشفقة، والعاقل اللبيب لا ينصح غيره ويشفق عليه ويترك نفسه، بل من شأنه أنه لا يحب أن يسبقه أحد إلى السعادة، وفي معناه قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ٢ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ٣}[الصف].
  وفي سلوة العارفين عن النبي ÷: «رأيت ليلة أسري بي أقوامًا في النار تقرض شفاههم بمقاريض من النار، فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟» فقال: هؤلاء خطباء أمتك الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، الآية، وأخرجه وكيع، وابن أبي شيبة، وأحمد، وعنه ابن حميد، والبزار، وابن أبي داود في البعث، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وأبو نعيم في الحلية، وابن مردويه، والبيهقي في الشعب عن أنس، بزيادة «كلما قرضت رجعت» بعد قوله: «بمقاريض من نار».
  وفي (سلوة العارفين) عن رسول الله ÷: «ليلة أسري بي مررت بقوم تقرض شفاتهم بمقاريض من النار، فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ فقال: خطباء أمتك الذين يقولون الشيء فلا يعملون به ويقرءون كتاب الله ولا يعملون به».