تفسير قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين 45 الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون 46}
  وفي أمالي المرشد بالله: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أخبرنا ابن حبان، حدثنا بيان بن أحمد القطان، حدثنا عبيد بن جياد الجيلي، حدثنا يوسف بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر قال: سئل النبي ÷ ما الإيمان؟ قال: «الصبر والسماحة» وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن جابر بن عبد الله قال: قيل: يا رسول الله أي الإيمان أفضل؟ قال: «الصبر والسماحة» قال: فأي المؤمنين أكمل إيمانًا؟ قال: «أحسنهم خلقًا».
  وأخرج البيهقي عن عبد الله بن عبيد، عن عمير الليثي، عن أبيه، عن جده قال: بينا أنا عند رسول الله ÷ إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال: «الصبر والسماحة» قال: فأي الإسلام أفضل؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده» قال: فأي الهجرة أفضل؟ قال: «من هجر السوء»، قال: فأي الجهاد أفضل؟ قال: «من أهريق دمه وعقر جواده»، قال: فأي الصدقة أفضل؟ قال: «جهد المقل»، قال: فأي الصلاة أفضل؟ قال: «طول القنوت».
  وأخرج أحمد والبيهقي. عن عبادة بن الصامت، قال: قال رجل: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: «الصبر والسماحة». قال: أريد أفضل من ذلك. قال: «لا تتهم الله في شيء من قضائه». قوله: السماحة يعني المساهلة والتيسير في الأمور، من معاملة وغيرها، ويقابلها العسر والتشديد والمضايقة.