تفسير قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين 45 الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون 46}
  قال العزيزي: ورواه أيضًا البيهقي في الزهد بإسناد صحيح. ومن كلام علي #: (من لم ينجه الصبر أهلكه الجزع) رواه في النهج، ومعناه أن من لم يعتصم بالصبر ويتخلص به من هموم الدنيا ونوائبها أهلكه الجزع في الدنيا بالهموم، وفي الآخرة بالعذاب؛ لأن الجازع آثم، والإثم مهلكة. وقال علي #: (الصبر يناضل الحدثان، والجزع من أعوان الزمان). رواه في النهج. وفيه عنه # في صفة المؤمن (بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شيء صدرًا، وأذل شيء نفسًا يكره الرفعة، ويشنأ السمعة، طويل غمه، بعيد همه، كثير صمته، مشغول وقته، شكور صبور، مغمور بفكرته، ضنين بخلته، سهل الخليقة، لين العريكة، نفسه أصلب من الصلب، وهو أذل من العبد) قوله: لين العريكة: أي لين الجانب، كناية عن تواضعه وحسن معاملته.
  وأخرج البيهقي عن علي # قال: (الإيمان على أربع دعائم: على الصبر، والعدل، واليقين، والجهاد). رواه في النهج.
  وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن علي # قال: (الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، إذا قطع الرأس نتن باقي الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له).
  وعن علي #: (لا يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمان). رواه في النهج.
  وعن عمر قال: وجدنا خير عيشنا الصبر.