تفسير قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين 45 الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون 46}
  من حديث ابن عمر مثله. وأخرج البخاري في الأدب، والترمذي، وابن ماجة عن ابن عمر عن النبي ÷ قال: «المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم».
  وفي (أمالي المرشد بالله): عن الحسن قال: خرج رسول الله ÷ على أصحابه ذات يوم فقال: «هل منكم من يريد أن يؤتيه الله ø علمًا بغير تعلم، وهدى بغير هداية: هل منكم من أحد(١) يريد أن يذهب الله عنه العمى ويجعله بصيرًا؛ ألا إنه من رغب في الدنيا فطال أمله أعمى الله قلبه على قدر ذلك، ومن زهد في الدنيا وقصر أمله فيها أعطاه الله ø علمًا بغير تعلم. وهدى بغير هداية؛ ألا إنه سيكون بعدكم قوم لا يستقيم لهم الملك إلا بالقتل والتجبر، ولا الغنى إلا بالفخر والبخل، ولا المحبة إلا بالاستخراج من الدين واتباع الهوى، ألا فمن أدرك ذلك الزمان منكم فصبر للفقر وهو يقدر على الغنى، وصبر للذل وهو يقدر على العز، وصبر للبغضة وهو يقدر على المحبة، لا يريد بذلك إلا وجه الله أعطاه الله ثواب خمسين صدِّيقًا». وأخرجه ابن أبي الدنيا والبيهقي.
  وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي، عن الحسن، قال: قال رسول الله ÷: «أفضل الإيمان الصبر والسماحة». وهو في الجامع الصغير منسوبًا إلى مسند الفردوس، من حديث معقل بن يسار، وإلى البخاري في التاريخ من حديث عمير الليثي.
(١) ليس لفظ (من أحد) ثابتًا في غير رواية المرشد بالله. تمت. مؤلف.