مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى: [حسن الصبر]

صفحة 3554 - الجزء 6

  أو سمعة، وعن العجب به، وعما تحبطه. وهذه الحالات معلومة من الشرع الشريف.

  النوع الثالث: الصبر على ما نزل بالعبد مما لا يدخل تحت اختياره، كالمصائب الكائنة بموت الأحبة وهلاك الأموال، وزوال الصحة بالأمراض، ونحو العمى وفساد الأعضاء، وبالجملة سائر أنواع البلاء الكائن من جهة الله تعالى: فالصبر على هذا واجب؛ لقوله تعالى: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ}⁣[لقمان: ١٧] ولما جاء في وجوب الرضاء بالقضاء، وأن الجزع يحبط الأجر، ويوجب الوزر.

  وعن علي #: (إن صبرت جرى عليك القضاء وأنت مأجور، وإن جزعت جرى عليك القضاء وأنت مأزور) أو كما قال. رواه في النهج.

  وهذه الأنواع الثلاثة قد تقدمت الإشارة إليها في حديث علي #.

  وقال ابن عباس: الصبر في القرآن على ثلاثة أوجه: صبر على أداء فرائض الله تعالى فله ثلاثمائة درجة، وصبر عن محارم الله تعالى فله ستمائة درجة، وصبر على المصيبة عند الصدمة الأولى فله ستمائة درجة.

  وأما المندوب فأنواعه كذلك ثلاثة: صبر على المكروهات وعلى الإتيان بالمستحبات، وفيه الثلاث الحالات في النوع الثاني من الواجب، وعن مقابلة الجاني ونحوه بمثل فعله ومكافأتة عليه،