تفسير قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين 45 الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون 46}
  وأخرجه أيضًا بنحوه سعيد بن منصور، وابن المنذر، والحاكم، والبيهقي، في الشعب، إلا أنهم قالوا: فنعي إليه ابن له.
  وأخرج البيهقي في الشعب، عن عبادة بن محمد بن عبادة بن الصامت، قال: لما حضرت عبادة الوفاة قال: أخرج(١) على إنسان منكم يبكي، فإذا خرجت نفسي فتوضأوا وأحسنوا الوضوء، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدًا فيصلي، ثم يستغفر لعبادة لنفسه. فإن الله تبارك وتعالى قال: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ}[البقرة: ٤٥] ثم أسرعوا إلى حفرتي.
  وأخرج عبد الرزاق والبيهقي، من طريق معمر، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أمه أم كلثوم بنت عقبة وكانت من المهاجرات الأول في قوله: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ}[البقرة: ٤٥] قالت: غشي على عبد الرحمن بن عبد الرحمن غشية، فظنوا أنه أفاض نفسه فيها، فخرجت امرأته فيها إلى المسجد تستعين بما أمرت به من الصبر والصلاة، فلما أفاق قال: أغشي علي آنفًا؟ قالوا: نعم. قال: صدقتم، إنه جاءني ملكان فقالا لي انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين، فقال ملك آخر: ارجعا، فإن هذا ممن كتبت له السعادة وهم في بطون أمهاتهم، ويستمتع به بنوه ما شاء الله، فعاش بعد ذلك شهرًا ثم مات.
  وفي سلوة العارفين للموفق بالله #: حكى التنوخي أن هارون الرشيد حبس واحدًا من ولد الحسين #، فأمر بعض خدمه بقتله ليلًا في موضع كذا، فحمله إلى ذلك الموضع ليقتله، فسأله الحسيني أن يمهله
(١) من التحريج، وهو المنع الشديد. تمت. مؤلف.