المسألة الثانية: في معنى الاستعانة بالصلاة
  وقوله سبحانه: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ٣٠}[الشورى] وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ١٧}[محمد] وقال جل ثناؤه: {إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ...}[الأنفال: ٢٩] الآية، وقال تعالى: {طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ}[النساء: ١٥٥] ونحوها. وقد مر في قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}[البقرة: ٧] ما يؤيد هذا، وهو أن المعاصي قد تكون سببًا للختم على القلوب والطبع عليها، وفي كلام علي #: (من قصر في الطاعة ابتلي بالهم) رواه في النهج.
  وأخرج أبو داود، وأحمد وابن جرير، عن حذيفة قال: كان رسول الله ÷ إذا حز به أمر فزع إلى الصلاة.
  وأخرج ابن أبي الدنيا وابن عساكر، عن أبي الدرداء قال: كان رسول الله ÷ إذا كانت ليلة ريح كان مفزعه إلى المسجد حتى يسكن، وإذا حدث في السماء حدث من كسوف شمس أو قمر كان مفزعه إلى الصلاة.
  وأخرج أحمد، والنسائي، وابن حبان، عن صهيب، عن النبي ÷ قال: «كانوا يعني الأنبياء يفزعون إذا فزعوا إلى الصلاة».
  وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، والبيهقي في الشعب، عن ابن عباس أنه نعي إليه أخوه قثم، وهو في مسير، فاسترجع ثم تنحى عن الطريق، فصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول: واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين.