مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثانية: [ذكر المراد من تفضيل بني إسرائيل]

صفحة 3574 - الجزء 6

المسألة الثانية: [ذكر المراد من تفضيل بني إسرائيل]

  قد تقدم معنى بيان الأفضلية وجهات التفضيل في الثالثة من مسائل قوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}⁣[البقرة: ٣١] وفي الثانية من مسائل قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ}⁣[البقرة: ٣٤] وقد اخلتف في المعنى من تفضيل بني إسرائيل؛ إذ لا يجوز حمل الآية على ظاهرها، وإلا لزم تفضيلهم على نبينا وأمته ÷، بل على الملائكة، وكل ذلك باطل اتفاقًا.

  وفي ذلك وجوه:

  أحدها: أن المراد تفضيلهم على عالم زمانهم، وهذا مروي عن الحسن، ومجاهد وقتادة، وابن جريج، وابن زيد، واختاره ابن جرير فهو من العموم الذي أريد به الخصوص؛ ويؤيده ما مر في الفاتحة من أنه قد يطلق على أهل كل زمان عالم، وقد قيل: إن الشخص الذي سيوجد لا يكون من العالمين حال عدمه⁣(⁣١)، وقد احتج ابن جرير على ذلك بحديث رواه، قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، وحدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر جميعًا عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «ألا إنكم وفيتم سبعين أمة».

  قال يعقوب في حديثه: «أنتم آخرها»، وقال الحسن: «أنتم خيرها وأكرمها على الله.


(١) وقد مر في الفاتحة أن اسم العالم لكل موجود سوى الله تعالى، فكان المعدوم غير داخل فيه. تمت. مؤلف.