مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون 48}

صفحة 3676 - الجزء 6

  قوله: فأخرج ... إلخ أي أخرج أنا من داره إلى جنته، فأدخلهم الجنة بعد أن أخرجهم من النار.

  قال القسطلاني: وهذا الحديث وقع هنا معلقًا، ووصله الإسماعيلي من طريق إسحاق بن إبراهيم من طريق محمد وأبو نعيم من طريق محمد بن أسلم الطوسي، قالا: حدثنا حجاج بن منهال فذكره بطوله.

  قلت: وحجاج من مشائخ البخاري، قيل: ولعله سمعه منه في المذاكرة ونحوها وأخرج الحديث أيضًا ابن ماجة وغيره.

  وفي صحيح البخاري: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا معبد بن هلال العنزي، قال: اجتمعنا ناس من أهل البصرة، فذهبنا إلى أنس بن مالك وذهبنا معنا بثابت البناني يسأله لنا عن حديث الشفاعة، فإذا هو في قصره فوافقنا، يصلي الضحى فاستأذنا فأذن لنا وهو قاعد على فراشه فقلنا لثابت: لا تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة، فقال: يا أبا حمزة هؤلاء إخوانك من أهل البصرة جاءوك يسألونك عن حديث الشفاعة، فقال: حدثنا محمد ÷ قال: «إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم # فيقولون: اشفع لنا إلى ربك فيقول: لست لها، ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن فيأتون إبراهيم # فيقول: لست لها. ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله فيأتون موسى فيقول: لست لها ولكن عليكم بعيسى # فإنه روح الله وكلمته، فيأتون عيسى # فيقول: لست لها، ولكن عليكم بمحمد ÷، فيأتوني فأقول: أنا لها.