تفسير قوله تعالى: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون 48}
  وأخرجه البخاري من حديث معاذ بن فضالة، قال: حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس بمعناه، وفي آخره: «ثم أرجع فأقول: يا رب، ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود». قال النبي ÷: «يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة، ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرة».
  وأخرج البخاري أيضًا تعليقًا، ولفظه: وقال حجاج بن منهال: حدثنا همام بن يحيى، حدثنا قتادة، عن أنس فذكره. وفي آخره: «ثم أعود الثالثة، فأستأذن على ربي في داره فيأذن لي عليه، فإذا رأيته وقعت ساجدًا، فيد عني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقول: ارفع محمد، وقل تسمع، واشفع تشفع، وسل تعطه، قال: فأرفع رأسي، فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه. قال: ثم أشفع، فيحد لي حدًا فأخرج فأدخلهم الجنة» قال قتادة: وقد سمعته(١) يقول: فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة، حتى لا يبقى في النار إلا من حبسه القرآن، أي وجب عليه الخلود، قال: ثم تلا الآية: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ٧٩}[الإسراء] قال: وهذا المقام المحمود الذي وعده نبيكم ÷.
  قوله: في داره أي جنته التي اتخذها لأوليائه، والإضافة للتشريف.
  وقال في المصابيح: أي أستأذن ربي في حال كوني في جنته فأضاف الدار إليه تشريفًا.
(١) أي سمعت أنسًا. تمت. مؤلف.