مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون 48}

صفحة 3680 - الجزء 6

  عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، وأخرجه الترمذي قال: أخبرنا سويد بن نصر، أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا أبو حيان التيمي، عن أبي زرعة، عن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة ... فذكره.

  قوله: نهس بالسين المهملة: أي أخذ بمقدم أسنانه ما عليه من اللحم.

  وفي صحيح مسلم: ثنا محمد بن طريف بن خليفة البجلي، قال: ثنا محمد بن فضيل، قال: ثنا أبو مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، وأبو مالك عن ربعي بن خراش عن حذيفة، قال: قال رسول الله ÷: «يجمع الله تعالى الناس، فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة، فيأتون آدم # فيقولون: يا أبانا استفتح لنا الجنة، فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم آدم، لست صاحب ذلك، اذهبوا إلى إبراهيم # ...» فذكر الحديث بمعنى ما تقدم من ترددهم بين الأنبياء $، حتى قال: فيأتون محمدًا ÷ فيقوم ويؤذن له، وترسل الأمانة والرحم، فيقومان جنبي الصراط يمينًا وشمالًا، فيمر أولكم كالبرق، قال: قلت: بأبي أنت وأمي، أي شيء كمر البرق؟ قال رسول الله ÷: «ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين؟ ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، وشد الرجال تجري بهم أعمالهم، ونبيكم ÷ قائم على الصراط يقول: يا رب، سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفًا، قال: وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت به، فمخدوش ناج، ومكدوس في النار، والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعون خريفًا.