مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون 48}

صفحة 3683 - الجزء 6

  وفي أمالي المرشد بالله: أخبرنا أبو نصر إبراهيم بن محمد الكسائي، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد العدل، أخبرنا أبو جعفر محمد بن على مخلد الداركي، ثنا إسماعيل بن عمرو، ثنا حفص بن سليمان، عن كثير بن زاذان، عن عاصم بن ضمرة، عن علي #، قال: قال: رسول الله ÷: «من قرأ القرآن فاستظهره وحفظه أدخله الله الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت له النار».

  قالوا: فهذه الأخبار مع كثرتها ووضوح دلالتها نص فيما ذهبنا إليه من ثبوت الشفاعة لأهل الكبائر من أمة محمد ÷؛ وليس لأحد القدح في أسانيدها؛ لثبوتها عند الأمة من أهل البيت وشيعتهم والمحدثين، وكثرة من رواها من الصحابة والتابعين، فقد رويت في هذا الموضع على اختلاف ألفاظها وتباين طرقها عن علي #، وعن ابن عباس، وجابر، وكعب بن عجزة، وأنس بن مالك، وابن عمر، وأبي الدرداء، وعمران بن الحصين، وأبي موسى، وأبي هريرة، وعوف بن مالك، ورجل من الصحابة، وأبي سعيد، وحذيفة، وابن مسعود، وأنيس بالتصغير، فهؤلاء من الصحابة، ومن التابعين: زين العابدين، وطاووس، ومجاهد، وفي الباب غير ما ذكرنا هنا، كأحاديث ثبوت الشفاعة للأمة، وهي صحيحة ثابته متلقاة بالقبول بين الأمة، مجمعة على القول بمدلولها؛ فإنه لا خلاف بين الأمة أجمع في ثبوت شفاعة النبي ÷ لأمته في الجملة، وتلك الأحاديث عامة تتناول صاحب الكبيرة وغيره، كما في قوله ÷: «إني ادخرت دعوتي شفاعة لأمتي» أو كما قال، وهو في أمالي أبي طالب وغيره من كتب الحديث،