مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون 48}

صفحة 3684 - الجزء 6

  ومن أنصف من نفسه وبحث في كتب الحديث علم أن الأحاديث القاضية بثبوت الشفاعة لعصاة الأمة كما هي للمطيعين منهم متواترة معنى، بعضها يدل على المقصود صريحًا، وبعضها بطريق الظهور، وقد ادعى بعض أهل النظر تواترها.

  قال العلامة المقبلي في (الأرواح النوافخ) ما معناه: أنه توقف العفو عن التعذيب قبل دخول النار وبعد دخولها على شفاعة محمد ÷ وشفاعة سائر الأنبياء، وكذلك شفاعة الملائكة وسائر المؤمنين، كما تواترت السنة المفيدة للقطع بذلك، ولا يجحده إلا جاهل للسنة أو من غطى على بصيرته مذاهب الآباء. وقال السيد محمد بن إبراهيم الوزير في (إيثار الحق) بعد أن ذكر بحثًا في الإرجاء وتخصيص آيات الوعيد ما لفظه: ومن ذلك أحاديث خروج من دخل النار من الموحدين برحمة الله تعالى ثم شفاعة رسول الله ÷، وشفاعته من رحمة الله تعالى.

  قال: والذي حضرني الآن من الأحاديث المصرحة بخروجهم من النار أحاديث كثيرة جدًا، عن أكثر من عشرين من أصحاب رسول الله ÷، من ذلك في علوم آل محمد ÷ عن علي بن أبي طالب # في باب ما يقال بعد الصلاة، وفي مسند أحمد عن أبي بكر وابن عباس، وفي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وأبي هريرة، وفي البخاري وحده عن عمران بن حصين، وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود وجابر بن عبد الله،