المسألة الأولى: [دلالة الآية على امتناع رؤية الله تعالى]
  أن يكون في الأنبياء والأولياء من يراه الآن؛ والمجبرة إلى الثاني بناء منهم على الأصل المتقدم، وهو أن الرؤية ثواب ولا ثواب إلا في الآخرة.
  الثالث: اختلفوا في كيفية رؤيته، فقالت المجسمة: يرى رؤية محققة في جهة، على حد رؤية الأجسام، على مثل هيئة ملوك البشر. وقالت الأشعرية: بل يرى بلا كيف. أي لا في جهة، لا خلف ولا أمام، ولا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال. قالوا: لأن المرئي إنما يرى لأجل الصفة التي يعلم عليها، والله تعالى ليس بجسم ولا في جهة فيرى كذلك. قيل: وهذه الرؤية غير معقولة، ولهذا قال الرازي: الخلاف بين الأشعرية والمعتزلة في الرؤية لفظي، وإنما تؤول هذه الرؤية التي أثبتها الأشعرية إلى العلم، وهذا هو قول المعتزلة، ومثله ذكر الغزالي في الاقتصاد.
  قلت: ومراد الرازي بالعلم هنا الضروري، وقد صرح به عنه في الأساس، حيث حكى عنه أنه قال: معنى قول الأشاعرة معرفة ضرورية وعلم نفسي أي يعلم علمًا يجده الإنسان من نفسه.
  قال الإمام القاسم بن محمد #: فالخلاف حينئذ لفظي.
  قال السيد أحمد بن محمد بن لقمان: يُبَعِّدُ كون الخلاف كذلك قولهم: إنه يختص بالرؤية المؤمنون فقط دون الكفار، فظاهر هذا يقضي أنهم لا يريدون بالرؤية ذلك، إذ لا يختص بالمعرفة الضرورية المؤمنون فقط، بل يعلم الله كذلك كل أحد، اتفاقًا بيننا وبينهم؛ فظهر أنهم إنما يريدون بالرؤية الرؤية بالعين.