مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

قوله تعالى: {وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون 55 ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون 56}

صفحة 3752 - الجزء 6

  مفسدة يعلمها الله تعالى، وقد نبه الله على ذلك بقوله: {قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا ٩٥}⁣[الإسراء] فدل على أن في جعل الرسل من غير جنس المرسل إليهم مفسدة؛ ولهذا امتن الله على المؤمنين إذ جعل فيهم رسولًا من أنفسهم.

  قوله: ما ذكر الرؤية إلا وذكر معها شيئًا ممكنًا ... إلخ.

  قلنا: مسلم، فكانت ماذا؟

  قوله: وهذا يدل على أن هذه الصفة ما حصلت لأجل كون المطلوب ممتنعًا.

  قلنا: ما أردت بالممتنع؟ هل الممتنع لذاته أو الممتنع لوصفه؟ إذا أردت الأول فلم ندع أن الأمرين يعني إنزال الكتب والرؤية ممتنعان معًا للذات؛ لقيام الدليل على إمكان إنزال الكتب، وإن أردت الثاني فلا أن إنزال الكتب غير ممتنع، لما مر من بيان ما فيه من المفسدة، ولا يمتنع التوبيخ والذم على توجيه مجموع أمرين ممتنعين: أحدهما: ممتنع لذاته، والآخر ممتنع لقبحه لا لعدم إمكانه.

  قوله: فيقال: السبب في استعظام سؤال الرؤية ... إلخ.

  قلنا: هذه الاحتمالات خلاف الظاهر، ولا دليل عليها، بل قام الدليل على خلافها، وهو أن الوجه في استعظام ذلك أنهم سألوا ما لا يمكن وقوعه في حال من الأحوال؛ ودليله ما مر من الحجج العقلية، وكذلك الآية، فإن الظاهر يقتضي أنه استعظم ذلك،