فصل [في ذكر الروايات الدالة على الوعيد]
الوعيد لمن تعمد إفطار يوم من شهر رمضان
  أخرج ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «بينا أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعي، فأتيا بي جبلًا وعرًا، فقالا: اصعد، فقلت: إني لا أطيقه، فقالا: إنا نسهله لك، فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذه عواء أهل النار، ثم انطلقا بي، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دمًا، قلت: من هؤلاء؟ قالا: الذين يفطرون قبل تحلة صومهم ...» الحديث.
الوعيد على الإلحاد في الحرم
  قال الله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ٢٥}[الحج] الإلحاد: العدول عن القصد؛ واختلف المفسرون فيه، فقيل: إنه الشرك، وهو أحد الروايات عن ابن عباس. والذي عليه غير واحد أنه غير الشرك، فروي عن ابن عباس أنه قال: هو أن تقتل فيه من لا يقتلك، أو تظلم من لا يظلمك، وفي رواية عنه: هو أن تستحل من الحرام ما حرم الله عليك من لسان أو قتل، فتظلم من لا يظلمك، وتقتل من لا يقتلك، فإذا فعلت ذلك فقد وجب العذاب الأليم.
  وعن مجاهد: يظلم: يعمل فيه عملًا سيئًا. وعنه: الإلحاد فيه: لا والله وبلى والله. وقال سعيد بن جبير وجندب بن ثابت، وغير واحد: هو احتكار الطعام بمكة. وعن ابن عمر: احتكار الطعام بمكة إلحاد.