تفسير قوله تعالى: {بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون 81}
  وأخرج أبو داود، وابن أبي حاتم، عن يعلى بن أمية، قال: قال رسول الله ÷: «احتكار الطعام بمكة إلحاد».
  وأخرج أحمد أن ابن عمر قال لابن الزبير: إياك والإلحاد في حرم الله؛ فإني سمعت رسول الله ÷ يقول: «إنه سيلحد فيه رجل من قريش لو توزن ذنوبه بذنوب الثقلين لرجحت» فلتنظر لا تكنه.
  وأخرج نحوه عن عبد الله بن عمرو بن العاص. وهذه الروايات راجحة على ما روي عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وغيرهم، من أن الإلحاد في الحرم الشرك، وما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال ابن حجر الهيثمي: بسند فيه ابن لهيعة أنها نزلت في عبد الله بن أنيس، بعث معه النبي ÷ مهاجريًا وأنصاريًا، فافتخروا في الأنساب، فغضب ابن أنيس فقتل الأنصاري، ثم ارتد وهرب إلى مكة؛ وإنما قلنا برجحانها لكثرتها، وتعاضد طرقها؛ على أن السبب وإن كان ارتداد ابن أنيس فالعام لا يقصر على سببه. وقد يقال: مجموع هذه الأخبار والآثار، وإن دلت على أن هذه الأشياء من الإلحاد فهو أعم منها، فيشمل الشرك فما دونه، حتى الصغائر فإنها تصير كبائر بمكة، وإنما المذكور منبه على غيره؛ ويدل على العموم إطلاق الظلم في الآية، وما مر عن ابن عباس وغيره مما يفيد أن الظلم يشمل كل معصية؛ ولهذا فسره بعضهم بشتم الخادم فما فوقه.