تفسير قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير 106}
  قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ١٠٦}[البقرة]
  اختلف في المعنى اللغوي للنسخ على أقوال:
  أحدها: أن معناه الإزالة والنقل. وهذا قول الإمام يحيى بن المحسن، قال: وهو اختيار إمام عصرنا #، وبه قال أبو السعود.
  قال بعض أئمة العربية: لا فرق بين اللفظين. واحتجوا بأن ذلك هو السابق إلى الفهم عند الإطلاق، وذلك ظاهر في قولهم: نسخت الشمس الظل، والريح الأثر، وتنوسخ الملك، أي زال من قوم إلى قوم، أو انتقل إليهم، ومنه تناسخ الأرواح عند القائلين به. واحتجوا على ترادف اللفظين بأنه لا يجوز أن تقول: أزلت القلم من مكان كذا وما نقلته منه، ولا: نقلته وما أزلته، بل يعد من قال ذلك مناقضًا، وذلك دليل الترادف.
  فإن قيل: قولهم: نسخت الشمس الظل والريح الأثر مجاز؛ لأن الذي أزال ذلك هو الله تعالى، وإذا كان مجازًا امتنع الاستدلال به على كون اللفظ حقيقة في مدلوله.
  قيل: لا يمتنع الإسناد إلى الله حقيقة من حيث أنه فعل السبب،