الموضع الثاني: فيما يتعلق بجملة البسملة وفيه مسائل
  جملة أو تفصيلاً. وقد ذكر العلماء رحمهم الله في بيان السر في الجهر بالبسملة وجوهاً:
  أحدها: ما ذكره الإمام القاسم بن محمد # في الاعتصام، وهو أن الأصول من الكتاب والسنة شهدت بإغاظة الكافرين ومراغمتهم، قال الله سبحانه وتعالى: {وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا ...}[التوبة: ١٢٠] الآية.
  وقال سبحانه: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً}[النساء: ١٠٠] اوما سيأتي إن شاء الله من شرعية الرمل في طواف القدوم، والسعي بين الميلين لإغاظة المشركين وإرغاماً لأنوفهم، وقد ثبت بالنص الجلي أنهم كانوا يكرهون الجهر ب ﷽ كما حكى الله عنهم حيث قال: {قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا ٦٠}[الفرقان] ولما تقدم ذكره أنهم كرهوا أن يكتب النبي ÷ في عام الحديبية في كتاب الصلح بينه ÷ وبينهم ﷽، فألزم الله سبحانه المؤمنين كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها، وهي ﷽، وشرع الله سبحانه وتعالى الجهر بها كما قدمناه من الأدلة إغاظة للمشركين وإرغاماً لأنوفهم.
  قلت: وكان على الإمام # أن يزيد: وبقي ذلك الحكم مستمراً كما بقي الرمل في الطواف والسعي.