مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

الموضع الثاني: فيما يتعلق بجملة البسملة وفيه مسائل

صفحة 458 - الجزء 1

  جملة أو تفصيلاً. وقد ذكر العلماء رحمهم الله في بيان السر في الجهر بالبسملة وجوهاً:

  أحدها: ما ذكره الإمام القاسم بن محمد # في الاعتصام، وهو أن الأصول من الكتاب والسنة شهدت بإغاظة الكافرين ومراغمتهم، قال الله سبحانه وتعالى: {وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا ...}⁣[التوبة: ١٢٠] الآية.

  وقال سبحانه: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً}⁣[النساء: ١٠٠] اوما سيأتي إن شاء الله من شرعية الرمل في طواف القدوم، والسعي بين الميلين لإغاظة المشركين وإرغاماً لأنوفهم، وقد ثبت بالنص الجلي أنهم كانوا يكرهون الجهر ب كما حكى الله عنهم حيث قال: {قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا ٦٠}⁣[الفرقان] ولما تقدم ذكره أنهم كرهوا أن يكتب النبي ÷ في عام الحديبية في كتاب الصلح بينه ÷ وبينهم ، فألزم الله سبحانه المؤمنين كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها، وهي ، وشرع الله سبحانه وتعالى الجهر بها كما قدمناه من الأدلة إغاظة للمشركين وإرغاماً لأنوفهم.

  قلت: وكان على الإمام # أن يزيد: وبقي ذلك الحكم مستمراً كما بقي الرمل في الطواف والسعي.