مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

الباب الثاني المسائل الفقهية المتعلقة بالبسملة

صفحة 479 - الجزء 1

  ومنه ما حكاه عن نوح # من قوله: {ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا}⁣[هود: ٤١] فإنه قرن التسمية بالشروع في ركوب السفينة، ومنه ما حكاه في سورة النمل عن سليمان # وقد مر من حديث أبي ميسرة أن النبي ÷ نودي في بدء أمره: «يا محمد قل الحمد لله رب العالمين ...» الحديث.

  وروي من طرق متعددة ستأتي إن شاء الله أن أول ما نزل: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ١}⁣[العلق]، وأيهما كان ففيه دلالة على المقصود من حسن الابتداء بها، مع أنه لا تنافي بين الروايتين؛ إذ يجوز أن يكون اقرأ أول ما نزل للأمر بالقراءة، وأول ما أمر بقراءته فاتحة الكتاب.

  وقد روي أن البسملة مفتاح كل كتاب نزل من السماء، فأخرج الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي في الجامع عن أبي جعفر محمد بن علي #، قال: قال رسول الله ÷: « مفتاح كل كتاب» - يعني كل كتاب نزل من السماء - ذكره العزيزي، وقد صرح به في أمالي أحمد بن عيسى عن الباقر # موقوفاً عليه، وسيأتي.

  وفي شرح الجامع الصغير قال صاحب الاستغناء في شرح الاسماء الحسنى عن شيخه التونسي: أجمع علماء كل ملة أن الله ø افتتح كل كتاب بالبسملة.

  وأما السنة فقد ورد الندب إلى الابتداء بالتسمية والأمر بها في أخبار كثيرة، وأعمال متعددة، وبعضها عام لكل ما له شأن، فمن ذلك