مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى [ثبوت الحمد]

صفحة 502 - الجزء 1

  وقال الشاعر:

  ومن يلق خيراً يحمد الناس أمره ... ومن يغوَ لا يعدم على الغي لائما

  وقال آخر:

  أيها الماتح⁣(⁣١) دلوي دونكا ... إني سمعت الناس يحمدونكا

  وقال آخر أيضاً:

  مكانك تحمدي أو تستريحي

  إلى غير ذلك مما يشغلنا استقراؤه عن المقصود، وإذا ثبت إطلاقه لغير الله تعالى فيستنبط من إطلاق الجد في الآية الكريمة أن اسم الجنس المعرف باللام لا يفيد العموم، وفي ذلك خلاف، والمسألة مهمة إذ يبنى عليها كثير من مسائل الأصول والفروع، وتحقيق محل النزاع يحتاج إلى تحرير أقسام لام التعريف، ونحن نأتي في تحقيقها بما يتضح به الحق، ويزول معه اللبس إن شاء الله، فنقول:

  آلة التعريف تنقسم إلى: عهدية وجنسية كما يفيده (المغني) و (التلخيص) وغيرهما، فالعهدية ثلاثة أقسام:

  الأول: أن يتقدم ذكر معهودها إما صريحاً نحو: {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا ١٥ فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ}⁣[المزمل: ١٦ - ١٥]، وإما كناية نحو: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى}⁣[آل عمران: ٣٦] لتقدم الذكر مكنياً عنه بما


(١) المائح بالهمزة المنقلبة عن الياء هو الرجل يكون في أسفل البئر ليستقي الماء، والماتح بالتاء المثناة من فوق هو الذي يكون في أعلى البئر يجذب الدلو فهو ماتح، وهذا من فروق هذه اللغة الواسعة النطاق، انتهى (ش).