مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين 2}

صفحة 503 - الجزء 1

  في قوله: {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي}⁣[آل عمران: ٣٥] لأن التحرير أي الوقف لخدمة البيت المقدس كان عندهم خاصاً بالذكور.

  قال ابن هشام: وعبرة هذه⁣(⁣١) أن يسد الضمير مسدها مع مصحوبها⁣(⁣٢).

  الثاني: أن لا يتقدم ذكر معهودها لكنه معلوم عند المتكلم والمخاطب نحو: {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ}⁣[التوبة: ٤٠]، وهذا الذي تسميه النحاة بالعهد الذهني.

  الثالث: أن يكون مدخولها معلوماً حاضراً نحو: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}⁣[المائدة: ٣] أي الزمن الحاضر وقت نزول الآية، وهذا القسم والذي قبله يسميهما أهل المعاني عهداً علمياً لكونه معلوماً عند المخاطب، والعهد في الثلاثة خارجي عندهم، والنحاة يخالفونهم في الثالث كما ترى.

  وأما الجنسية ويقال لها: لام الحقيقة فتحتها أربعة أقسام عند أهل المعاني؛ لأنها إما أن يشار بها إلى الحقيقة من حيث هي وتسمى بلام الحقيقة، ولام الجنس أو يشار بها إلى الحقيقة في ضمن فرد مبهم وتسمى بلام العهد الذهني، والنحاة يجعلون هذا القسم داخلاً في الأول، أو يشار بها للحقيقة في ضمن جميع الأفراد وتسمى بلام الاستغراق، وهو قسمان: حقيقي، وعرفي؛ لأنه إن أشير بها للحقيقة في ضمن جميع الأفراد التي يتناولها اللفظ بحسب اللغة فهي للاستغراق الحقيقي، وإن أشير بها للحقيقة في ضمن جميع الأفراد


(١) أي علامتها. تمت مؤلف.

(٢) ألا ترى أنه لو قال في الآية فعصاه لصح. تمت مؤلف.