[كلام الإمام القاسم في وصف القرآن]
[كلام الإمام القاسم في وصف القرآن]
  وقال القاسم بن إبراهيم(١) # في كتاب (المديح الكبير للقرآن):
  (فكتاب الله إمام لكل مهتد من خلق الله ورشيد أعزه من الوهن والتداحض فلا يتصلان به أبداً، ومنعه من أن يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه إذ حفه بالنور والهدى؛ فنوره وهداه مقيمان أبداً معه، مضيئان مشرقان لمن قبله عن الله وسمعه، ساطع فيه نور شمسهما، بين هداه ونوره لملتمسهما، لا يميلان بِمُتَّبعٍ لهما عن قصده، ولا يمنعان من طلب رشدهما عن رشده، بل يدلانه على المراشد، ويقصدان به الأمور المسعدة التي لا شقاء أبداً معها، ولا يضل أبداً من اتبعها، فرحم الله امرأً نظر فيه فرأى سعادته ورشده وهداه، فجانب شقوته وغيه ورداه، قبل أن يقول يوم القيامة مع القائلين: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ١٠٦}[المؤمنون] فضلال من ترك كتاب الله لا يغبا، إلا على من لم يهبه الله عقلاً ولباً، كتاب نزله الله الرحيم الأعلى، برحمته من فوق السماوات العلى، فأقر في أرضه قراره، وبث في عباده أنواره، فنوره ظاهر لا يخفى، وضياؤه زاهر لا يطفى).
(١) الإمام القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ - نجم الآل الأكرمين - ولد بالمدينة سنة (١٦٩ هـ) فاق أقرانه، وكان وحيد عصره، وفريد دهره، وعين زمانه، فقهاً وعلماً، وتواضعاً، وورعاً، وشجاعة - مكث بمصر ما يقارب عشر سنوات نشر خلالها عقائد أهل البيت، وكان المأمون يشدد في طلبه. ولما توفي شقيقه محمد بن إبراهيم قام بأمر الإمامة، وبايعه رؤساء العترة، حتى سميت بيعته البيعة الجامعة لإجماعهم عليها. طاردته الجيوش العباسية مرارا في اليمن والحجاز، خلف لنا تراثا فكرياً رائعاً ومنه: (كتاب العدل والتوحيد)، (والدليل الكبير على الله)، (والرد علي الروافض)، (والرد على الملحد)، وله الكثير من المؤلفات التي تزيد على العشرين مؤلفاً.
أخباره كثيرة، ومناقبه غزيرة - توفي سنة (٢٤٦) هـ بالرس ¦.